يمثل المهرجان تظاهرة شاملة تجمع بين المنافسات التقليدية والفعاليات العصرية، إذ يتضمن مسابقات المزاين التي تستعرض أجمل السلالات، وسباقات الهجيج التي تعكس روح التحدي والسرعة، إضافة إلى مسابقات ومنافسات ذات طابع تراثي، والبرامج الشعرية والثقافية التي تحيي الموروث الشعبي. ولا يقتصر دور المهرجان على المنافسات فحسب، بل يتعداه إلى تطوير اقتصاد الإبل عبر معارض متخصصة لمنتجاتها ومشتقاتها، ودعم الصناعات المرتبطة بها من غذاء وأدوية وسياحة بيئية.
انطلق المهرجان برؤية طموحة تهدف إلى أن يكون المنصة الأولى عالمياً في إبراز مكانة الإبل في حياة العرب، وتحويل هذا التراث العريق إلى مورد حضاري وسياحي واقتصادي يعكس رؤية السعودية 2030. يقام المهرجان سنوياً تحت إشراف نادي الإبل، ويجمع آلاف المشاركين من مختلف مناطق المملكة والخليج والدول العربية، إضافة إلى حضور عالمي متزايد من المهتمين بثقافة الإبل.
كما يوفر المهرجان مساحة للتلاقي الثقافي، حيث تتحول ساحاته إلى ملتقى للشعراء والإعلاميين والباحثين والمهتمين من شتى أنحاء العالم، مما يسهم في تعزيز التواصل الحضاري وتقديم صورة مشرفة عن الثقافة السعودية. ويواكب المهرجان أحدث وسائل الإعلام والتقنية لعرض فعالياته، بما يرسخ صورته كحدث عالمي متكامل. وبفضل هذه الجهود، أصبح مهرجان الملك عبد العزيز للإبل رمزاً وطنياً جامعاً، يجسد الاعتزاز بالتراث والقدرة على تحويله إلى قوة ناعمة، تجمع بين الأصالة والابتكار، وتؤكد مكانة المملكة كحاضنة للتراث ومركز عالمي لثقافة الإبل.